خلاف والجدال
إن من الظواهر التي توجب قسوة القلوب، وإيقاع العداوة بين المؤمنين، وفي العوائل والأسر؛ ظاهرة المجادلة.. حيث أنه يستحيل أن يعيش إنسان مع إنسان مدة من الزمن، ولا يختلف معه في مسألة ما.. ولكن كيف نحتوي هذا الخلاف، ونقلل الصدمات ؟!!..
إن أول أثر من الآثار السلبية للشجار والخلاف، أن صورة الذي نختلف معه لا تفارق أذهاننا.. فبني آدم لا ينسى صورتين :
- المحبوبات.
- المبغوضات.
· وهذه الصورة تأتي في الصلاة، فيصلي الإنسان وهو :
- إما في غزل مع من يحب.
- أو في معركة مع من لا يهوى.
· ومن منا يخلو من أحد هذين الأمرين :
- إما حب.
- وإما بغض.
وكلاهما يصدان الإنسان عن السبيل.. ومن هنا علينا أن نتعلم أدب الخلاف :
القانون الأول : عدم الاعتقاد بحق مطلق
فالإنسان ليس متصلا بالسماء، ولا يأتيه الوحي؛ لذا عليه أن يحتمل الخطأ، فيقول : أنا على حق، والطرف المقابل قد يكون على حق.. حتى في النقاش العلمي : { وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلالٍ مُّبِينٍ }؛ هذا منطق المؤمن : يحتمل الحق مع الطرف المقابل، وإن كان الاحتمال ضعيفاً.. لأن الاحتمال الأقوى أن الحق معه، وإلا لما اختلف مع أحد.
القانون الثاني : الحمل على الصحة
البعض يقول : خصمي يعاندني..!! من أين علم أنه يعانده ؟!!.. هو يرى أن الحق معه..!! لماذا لا يحمل فعل أخيه على محمل واحد، والحال أن الرواية تقول : " إحمل فعل أخيك على سبعين محملاً ". أي حاول أن تبرر لأخيك ما يقوم به، حتى أنهم قالوا : لو شممت رائحة الخمر من فم أخيك، قل : لعله تمضمض به ولم يشربه. إلى هذه الدرجة، يريد الإسلام منا أن نعيش حالة الحصانة في أنفسنا.
إن النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم اختلى مع امرأة، وإذا به يقول للمؤمنين : هذه عمتي.. نعم، المؤمن عليه أن يحتاط في هذا المجال.. مثلاً : إذا رأى مؤمناً مع امرأة، فعليه أن يضع احتمال : أن هناك عقداً شرعياً بينهما.. إن من لم يحمل فعل أخيه على الأحسن، قد يقع في يوم من الأيام في ورطة وفي هتك مؤمن، فإذا تورط في هذه العملية، كأنه هدم الكعبة. ورد عن مولانا الإمام أبي عبدالله جعفر الصادق عليه السلام : " المؤمن أشرف من الكعبة ".
إذا رأى الإنسان الجو جو جدلٍ ونزاعٍ، فلينسحب من المعركة، ما له وللجدال ؟!!.. ولماذا يحرق نفسه ليعتقد فلان بفكرة ما ؟!!.. روي عن سيدنا ومولانا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : " من ترك المراء وهو مبطل؛ بنى الله له بيتا في ربض الجنة. ومن ترك المراء وهو محق؛ بنى الله له بيتا في أعلى أجنة ". الذي ينسحب من الجدال بعد أن يتبين أنه على باطل، هذا عمل حسن؛ ولكن الأعظم والأعلى درجة أن يكون الحق معه وينسحب، ويقول للطرف المقابل : أنت افترض أن الحق معك..!! حتى في النقاش العقائدي إذا سئل الإنسان يبين، وإلا فلا..!! عن مولانا الإمام أبي عبدالله جعفر الصادق عليه السلام : " لا عليك إن آنست من أحد خيراً، أن تنبذ إليه الشيء نبذاً..."؛ فإذا رأيت الطرف مقبلاً استكمل الحديث، وإلا ما لك والدخول في الجدال مع الخصوم ؟!!
.
إن من الظواهر التي توجب قسوة القلوب، وإيقاع العداوة بين المؤمنين، وفي العوائل والأسر؛ ظاهرة المجادلة.. حيث أنه يستحيل أن يعيش إنسان مع إنسان مدة من الزمن، ولا يختلف معه في مسألة ما.. ولكن كيف نحتوي هذا الخلاف، ونقلل الصدمات ؟!!..
إن أول أثر من الآثار السلبية للشجار والخلاف، أن صورة الذي نختلف معه لا تفارق أذهاننا.. فبني آدم لا ينسى صورتين :
- المحبوبات.
- المبغوضات.
· وهذه الصورة تأتي في الصلاة، فيصلي الإنسان وهو :
- إما في غزل مع من يحب.
- أو في معركة مع من لا يهوى.
· ومن منا يخلو من أحد هذين الأمرين :
- إما حب.
- وإما بغض.
وكلاهما يصدان الإنسان عن السبيل.. ومن هنا علينا أن نتعلم أدب الخلاف :
القانون الأول : عدم الاعتقاد بحق مطلق
فالإنسان ليس متصلا بالسماء، ولا يأتيه الوحي؛ لذا عليه أن يحتمل الخطأ، فيقول : أنا على حق، والطرف المقابل قد يكون على حق.. حتى في النقاش العلمي : { وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلالٍ مُّبِينٍ }؛ هذا منطق المؤمن : يحتمل الحق مع الطرف المقابل، وإن كان الاحتمال ضعيفاً.. لأن الاحتمال الأقوى أن الحق معه، وإلا لما اختلف مع أحد.
القانون الثاني : الحمل على الصحة
البعض يقول : خصمي يعاندني..!! من أين علم أنه يعانده ؟!!.. هو يرى أن الحق معه..!! لماذا لا يحمل فعل أخيه على محمل واحد، والحال أن الرواية تقول : " إحمل فعل أخيك على سبعين محملاً ". أي حاول أن تبرر لأخيك ما يقوم به، حتى أنهم قالوا : لو شممت رائحة الخمر من فم أخيك، قل : لعله تمضمض به ولم يشربه. إلى هذه الدرجة، يريد الإسلام منا أن نعيش حالة الحصانة في أنفسنا.
إن النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم اختلى مع امرأة، وإذا به يقول للمؤمنين : هذه عمتي.. نعم، المؤمن عليه أن يحتاط في هذا المجال.. مثلاً : إذا رأى مؤمناً مع امرأة، فعليه أن يضع احتمال : أن هناك عقداً شرعياً بينهما.. إن من لم يحمل فعل أخيه على الأحسن، قد يقع في يوم من الأيام في ورطة وفي هتك مؤمن، فإذا تورط في هذه العملية، كأنه هدم الكعبة. ورد عن مولانا الإمام أبي عبدالله جعفر الصادق عليه السلام : " المؤمن أشرف من الكعبة ".
إذا رأى الإنسان الجو جو جدلٍ ونزاعٍ، فلينسحب من المعركة، ما له وللجدال ؟!!.. ولماذا يحرق نفسه ليعتقد فلان بفكرة ما ؟!!.. روي عن سيدنا ومولانا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : " من ترك المراء وهو مبطل؛ بنى الله له بيتا في ربض الجنة. ومن ترك المراء وهو محق؛ بنى الله له بيتا في أعلى أجنة ". الذي ينسحب من الجدال بعد أن يتبين أنه على باطل، هذا عمل حسن؛ ولكن الأعظم والأعلى درجة أن يكون الحق معه وينسحب، ويقول للطرف المقابل : أنت افترض أن الحق معك..!! حتى في النقاش العقائدي إذا سئل الإنسان يبين، وإلا فلا..!! عن مولانا الإمام أبي عبدالله جعفر الصادق عليه السلام : " لا عليك إن آنست من أحد خيراً، أن تنبذ إليه الشيء نبذاً..."؛ فإذا رأيت الطرف مقبلاً استكمل الحديث، وإلا ما لك والدخول في الجدال مع الخصوم ؟!!
.